للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسخرية المستهزئين .. وعصم نبيه وأظهر دينه على الدين كله .. وإذا كان واقع الحال يشهد على ذلك، فشهادة القرآن برهان صدق .. والله يقول: {إنا كفيناك المستهزئين} ويقول: {والله يعصمك من الناس} بل يتوعد الله من ينال محمدًا بسوء، ويعتدي عليه بالأذى بالعقوبة واللعن في الدنيا والآخرة ويقول: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا} [الأحزاب: ٥٧].

عباد الله وفي مسلسل حلقات السب والشتم والسخرية والاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم دونكم هذه الحادثة فتأملوها، وتاريخها يعود إلى نهاية القرن السابع الهجري وتحديدًا في سنة ثلاث وتسعين وستمائة وعنها قال الحافظ ابن كثير: (واقعة عساف النصراني) وعنها قال ابن كثير كان هذا الرجل من أهل السويداء (مكان من جبل حوران في أرض الشام) قد شهد عليه جماعة أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجي أمير آل علي، فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية، والشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة فكلماه في أمره فأجابهما إلى ذلك وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلق كثير من الناس، فرأى الناس (عسافًا) حين قدم ومعه رجل من العرب فسبوه وشتموه، فقال ذلك الرجل البدوي: هو خير منكم - يعني النصراني - فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافًا، ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب فطلب الشيخين (ابن تيمية والقارفي) فضربهما بين يديه ورسم عليهما في العذراوية وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببه، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة فحقن دمه، ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلاد الحجاز فاتفق قتله قريبًا من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله ابن أخته هلال وصنف الشيخ تقي الدين ابن تيمية في هذه الواقعة كتابه

<<  <  ج: ص:  >  >>