للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الصارم المسلول على ساب الرسول) (١).

أرأيتم معاشر المسلمين كيف يحيق المكر السيء بأهله، وكيف ينتقم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وكيف يحتسب المسلمون وفي مقدمتهم العلماء على أهل الزيغ والضلال والمستهزئين والساخرين .. إن في ذلك لعبرة.

وإذا انتصر شيخ الإسلام للرسول صلى الله عليه وسلم بتأليف هذا الكتاب العظيم فهل يا ترى يقرأه المسلمون ليعرفوا مقام النبوة، وعظمة الرسول، وكيف يرد عل المستهزئين والمتطاولين .. وهل تؤكد هذه الأحداث المعاصرة ضرورة معرفة حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم والالتزام بها؟

عباد الله وأمر آخر يسر ويفرح ويدعو للفأل وترقب النصر فشدة الهجمة على الإسلام مؤشر إلى قوته والتخوف منه، والتطاول على مقام النبوة والسخرية بالنبي معجل للنصر .. ويحكي شيخ الإسلام عن من سبقه من أهل الفقه والخبرة قولهم: كنا نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر، وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرض تعجلنا فتحه وتيسر، ولم يكد يتأخر إلا يومًا أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيه ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظًا عليهم بما قالوا فيه» (٢).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: ١٢٨، ١٢٩].


(١) (١٣/ ٣١٨ البداية والنهاية).
(٢) (الصارم المسلول صـ ٢٣٣، ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>