إنه الإفلاس في القيم، والشعور بخطر الآخر، واستهلاك للقوة في غير مكانها .. وهكذا ..
إننا نستطيع أهل الإسلام أن نحول هذه الأزمة إلى فرصة وهذه المحنة إلى منحة .. إن نحن تعاملنا مع الحدث بوعي وإيجابية وعمق ومتابعة وإرادة فاعله وتخطيط.
إن هذه النوازل فرصة لجمع كلمة المسلمين وتوحد صفوفهم، فالعدو يحاصرهم في أعلى ما يملكون، ويشهر سلاحهم عليهم في وضح النهار!
وهذه النوازل موقظات للأمة لتستفيق من رقدتها فيعود الشاردون ويستغفر المذنبون، ويستيقظ النائمون على ضربات الأعداء المتتالية .. وماذا بعد سب الرسول وتدنيس القرآن، والسخرية بالإسلام، والاستهانة بالمسلمين؟
إن أمتنا ولود .. وديننا يأبى الذوبان، وشريعتنا رحمة للعالمين، والعالم على شفا جرف هار ولا منقذ إلا وحي السماء .. ولا يؤتمن على الحضارة إلا من يستمسكون بهدي المرسلين لقد خلف تخلف المسلمين عن الريادة .. أن عم الكون الظلم والظلمات وانتشر الباطل وكثر المبطلون وشكى الحجر والشجر .. فضلاً عن بني الإنسان فأين المسلمون؟ دماءً تنزف هنا وهناك، وجراحات تتكرر، هتك للحجب، وعدوان على الأنفس والأموال، ضحايا بريئة، وحصار ظالم، وتهم تكال وإرجاف في الأرض .. وليس بعد الظلمة إلا النور .. ولا بديل للشقاء والنكد إلا السعادة والأمن، والإسلام هو الحل وعلى المسلمين أن يغيروا ما بأنفسهم ليغير الله ما بهم، والنصر قادم .. والفرج آذف .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.