للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيانة ابن العلقمي ركنًا أساسيًا فيها حتى قال الصفدي عنه: «سعى في دمار الإسلام وخراب بغداد» (١).

وابن العلقمي الرافضي هو الذي حفر للأمة قليبًا فأوقع فيه قريبًا - كما قال الذهبي (٢).

ألا ما أعظم خطب الأمة حين يستوزر المنافقون، ويستنصح الخونة ويستشار المفسدون، وفي التاريخ دروس لمن عقل يقول الذهبي: استوزر (الخليفة) المستعصم ابن العلقمي الرافضي فأهلك الحرث والنسل، وحسن له جمع الأموال وأن يقتصر على بعض العساكر، فقطع أكثرهم (٣).

وقال ابن كثير عنه: «إنه لم يعصم المستعصم في وزارته، ولم يكن وزير صدق ولا مرض الطريقة» (٤).

وقال أيضًا: «إنه كان وزير سوء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين» (٥).

إخوة الإسلام ويعيد التاريخ نفسه، وتتكرر مشاهد الخيانة عبر القرون - حين يتصدر القيادة الخونة، وينحى أهل العدالة والأمانة.

وفي بغداد (المعاصرة) يتكرر مشهد الخيانة، وتسقط بغداد فجأة بأيدي الغزاة الأمريكان، وكان يوم التاسع من إبريل عام ٢٠٠٣ م يوم صمت وحيرة وتساءل كيف سقطت بغداد بأيدي الاحتلال بهذه السرعة المذهلة ودون مقاومة؟

ثم جاءت تصريحات القادة الأمريكان لغزو العراق لنحل هذا اللغز المحير، وتجيب على هذا السؤال الملح .. كيف سقطت ولماذا استسلمت بغداد؟


(١) (الوافي بالوفيات ١/ ١٨٤).
(٢) (سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٣٦٢).
(٣) (السير ٢٣/ ١٧٥).
(٤) (البداية والنهاية ١٣/ ١٥٧).
(٥) (السابق ١٣/ ٢٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>