للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد الله أيها المصلون ومما يعين على الخشوع:

٦ - استحضار المغنم والمغرم في الصلاة، وإذا كان قد مضى شيء من المغرم لمن ضيع صلاته ولم يخشع فيها يكفي منها أنها لا تنهاه من الفحشاء والمنكر في الدنيا، وتكون في الآخرة سببًا لرد أعماله الأخرى، إلى غير ذلك من المغارم الأخرى.

أما الصلاة الخاشعة فلها مغانم كثيرة، منها مغفرة الذنوب، كما قال صلى الله عليه وسلم «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارةً لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة، وذلك الدهر كله» (١).

في الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام «إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه» (٢).

قال المناوي: المراد أنه كلما أتم ركنًا سقط عنه ركن من الذنوب، حتى إذا أتمها تكامل السقوط وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع كما يؤذن به لفظ (العبد) و (القيام) إذ هو إشارة إلى أنه قام بين يدي ملك الملوك مقام عبد ذليل (٣) والصلاة الخاشعة سبب لدخول الجنة كما ثبت ذلك في صحيح (٤) وهي تمنع مدخل السوء ومخرجه كما صح بذلك الحديث (٥).

إخوة الإيمان يطول الحديث عن آثار الصلاة ومغانمها- وليس هذا موضع بسطها- والمقصود أن نقدر هذه الصلاة حق قدرها، وأن يبصر كل منا نفسه


(١) رواه مسلم ١/ ٢٠٦.
(٢) رواه البيهقي في السنن الكبرى والطبراني وغيرهما بسند صحيح (صحيح الجامع ٢/ ٧٨).
(٣) فيض القدير ٢/ ٣٦٨ عن المنجد في ٣٣ سببًا للخشوع في الصلاة / ٤١.
(٤) العوايشة: الصلاة وأثرها/ ٥١.
(٥) صحيح الجامع ١/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>