ومن أطفال فلسطين ونسائهم إلى أطفال العراق ونساء العراق حيث يمنع الحليب ويقتل الأطفال وتغتصب النساء .. والقادة يقرون هذا بل يباركونه فحين وجهت إحدى الشبكات (cbs) سؤالاً لـ مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة لأمريكا عام ١٩٩٦ م: هل يستحق نصف مليون طفل عراقي الموت؟ إجابة: نعم اعتقد أنهم يستحقون ذلك؟ ولا ندري - في هذه الإجابة - أنحن أمام وزيرة خارجية دولة عظمى أم أمام قديسة تتحدث بحقد الصليب ضد الهلال؟ لا بل إن الأمر يا عباد الله تجاوز الساسة والقساوسة والمفتين إلى المفكرين المنصفين وإن كانوا يدينون بعقيدة القوم، ولعل من أكابر مثيري الرأي العام العالمي المعاصر المفكر نعوم تشومسكي الذي صرح بالقول: إن أمريكا هي قائدة الإرهاب العالمي، وإن صناع القرار فيها هم خطر على البشرية.
وحين تحدث عن حربها في فيتنام أشار إلى أن سبعين في المائة من شعب أمريكا يدين هذه الحرب.
ويشير الرجل إلى أن أمريكا قد أدينت في حروبها من قبل محكمة العدل الدولية بدعم الإرهاب في العالم، وأن لها سجلاً حافلاً بذلك لا يخفى على أحد (البيان عدد ١٨٦/ ١٤٢٤ هـ).
أما المفكر (مراد هوفمان) والذي عاش كاثوليكيًا -خمسة عقود- ثم تحول إلى الإسلام - وهو خبير بالغرب وحضارته وحاجته - فيرى أن في الإسلام فرصة لأوربا والولايات المتحدة للخروج من أزماتهم، وهو في الوقت نفسه ينتقد المسلمين لانحرافهم عن جوهر الإسلام ..
(وهوفمان) هو الذي يقول: وبدل أن يتفهم الغرب حاجته للإسلام - وهو بمثابة أولى محاولات الإصلاح للمسيحية وإعادتها إلى أصولها الأولى - راح ينشر أسطورة وأكذوبة توسم الإسلام بالنار والسيف .. (الإسلام في الألفية الثالثة ديانة في صعود/ ٨٥).