أما الصحافة الغربية .. فمع حملتها المسعورة ضد الإسلام وأهله ونبيه .. فثمة نقاط ضوء تضيء وتنتقد، وتكتب وتكشف الحقائق المرة، عن حضارة الغرب، الكاتب الأمريكي (وليام بود) فقد كتب في صحيفة (ويست بومفريد) وفي الصفحة الأولى، وتحت عنوان (الاغتصاب الديمقراطي) أن بوش ترك لمجنديه (كول، ديفيد) أن يغتصبوا نحو ستة وعشرين فتاة عراقية .. ثم يضف: هذه ليست ديمقراطية - هذه عار على أمريكا أن تستمر في احتلال هذا البلد، يكفي تحقيق بعض الأهداف كالبترول والتوسع من أجل مصلحة الأعوان، ولترحل وترحم نساء وأطفال وشيوخ العراق؟ صحيفة الأسبوع المصرية ٢٠٠٤ م عدد ٢٢ كتاب مقدم للرابطة في المسابقة الدولية: أخلاقيات (حرب في السيرة).
أيها المسلمون وفي مقابل هذه الصورة المتوحشة لمعاملة الغرب (من اليهود والنصارى) للمسلمين، هناك صور مشرقة لتعامل المسلمين مع أصحاب الديانات الأخرى ملؤها العدل والرحمة والدعوة، وينقل (غوستاف لوبون) إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم، وروح التسامح نحو اتباع الأديان الأخرى وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشرًا لدينهم تركوا من لم يرغبوا فيه أحرارًا في التمسك بتعاليمهم الدينية) (حضارة العرب ص ١٢٨).
إخوة الإيمان وبقيت نتيجة مهمة كانت من قبل وتتكرر اليوم وغدًا طالما بقي هذا الدين، ألا وهي أنه بقدر الضربات التي تكال للإسلام وأهله، بقدر ما ينتشر الدين ويكثر المسلمون، أي أن الإسلام يغلب - حتى في أيام محنته وبهذا يعترف توماس أرنولد ويقول في كتابه (الدعوة الإسلامية) في الوقت الذي خربت فيه عصابات المغول بغداد، وأغرقت في بحر من الدماء بقايا مجد العباسيين، وفي الوقت الذي طرد فيه المسلمون من الأندلس، كان الإسلام قد اكتسب اتباعًا جددًا في جزيرة سومطره، كما كان على وشك أن يبدأ انتشاره في الملايو).