للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرق بين هذا الموقف المعتدل وموقف المتطرفين بالغلو في هذه الشخصيات دون عمل .. أو الجفاة الذين دأبوا على محاولة تحطيم هذه القدوات الكبار والشغب عليهم وتقليل جهدهم واستمرار النقد لحياتهم ومناهجهم، لا بغرض الإصلاح بل للشهرة حينًا، أو للتعالم حينًا، أو لهز ثقة الناس بهؤلاء الأعلام العظماء أو لحسد داخلي لهؤلاء، أو للنيل من أخلاق الإسلام ومثله عن طريق النيل من هؤلاء الرجال الأكابر .. أو غير ذلك من أغراض (الله يعلمها) ولكن النتيجة المرة، لهذا الجفاء والنقد المستمر لهؤلاء الأعلام اهتزاز ثقة الناس - ولاسيما الناشئة- بهؤلاء العظماء، وبالتالي هز ثقتهم بالإسلام وتعاليمه، والبحث عن قدوات آخرين قد لا يبلغون معشار هؤلاء، والتشكيك في تراث الأمة عبر القرون ..

وهنا تنبيه مهم وهم أن هذا المنهج في النقد والإسقاط لعلماء الأمة وعظمائها أو لتراثهم المجيد ديدن للعقلانيين - أو هكذا يسمون- قديمًا وحديثًا، ومن قبل قال الأستاذ محمود شاكر ناقدًا لمحمد عبده على هذا الصنيع: آه لقد مضى على الأمة الإسلامية نحو من ثلاثة عشر قرنًا لم نسمع في خلالها دعوة تحرض طلبة العلم على إسقاط كتب برمتها من حسابهم، ولذلك قلت: إن الذي جرى على لسان الشيخ محمد عبده في حركته مع شيوخ الأزهر طلبًا لإصلاح التعليم في الأزهر - كان أول صدع في تراث الأمة العربية الإسلامية (١).

أيها المسلمون وسيبقى علماء الأمة ورجالاتها محل التقدير والثناء ولو كره الكافرون أو غص بذلك المنافقون، وهؤلاء الشاغبون بغير حق على هؤلاء سيبطلون كما قال الشعر: كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل ..


(١) (القدوات الكبار .. د. شريف/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>