للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدًا لا يغضب الله عليه، ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلاً سيء القصد، ليس له علم ولا حسن قصد، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذموا من لم يذمه الله ورسوله، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله (١).

لقد غاب ورع اللسان عند البعض، وغاب معه ورع الأيدي فيما تكتب، ومن عجب كما يقول ابن القيم رحمه الله أن يهون على المرء التحفظ والتحرز من أكل الحرام، والزنا والسرقة وشرب الخمر .. ونحوها، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه (أو ما يسطره بنانه) (٢).

وغابت كذلك شروط العلماء فيمن هو أهل للحديث عن الرجال (مادحًا أو قادحًا) حيث قال الذهبي رحمه الله: الكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع (٣).

وأين تمام المعرفة .. بل وأين ميزان الورع في كثير مما يكتب وينشر والله المستعان؟

أيها المسلمون وحين تكون الوقيعة في العلماء فتلك الكارثة والمصاب الجلل، فلحومهم مسمومة وعادة الله في هتك متنقصيهم معلومة، ومن وقع فيهم بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب .. هكذا قرر العالمون (٤).


(١) (منهاج السنة ٥/ ٢٥٥).
(٢) (الجواب الكافي/ ٥٤).
(٣) (ميزان الاعتدال ٣/ ٤٦).
(٤) (الرد الوافر لابن ناصر الدين ١٩٧، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>