بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [الحجرات: ١٥]. ويبحثوا عن مصادر القوة والعزة:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨].
من مكاسبنا أن تعود نماذج الإيمان، وأن ترحل عن قلوبنا وبلادنا معوقات الوهن والوهم، وأن تتطلب حياة السعداء، وأن تكون الشهادة أحد أمانينا، وللشهداء مساحة في أحاديثنا وكتاباتنا، لقد ضل بعض أبناء جلدتنا حين زعموا أن الحديث عن كيفية تغسيل الميت وتكفينه، والحديث عن القبر ونعيمه وأهواله .. كل ذلك سموه (بثقافة الموت)، أما الجهاد والاستشهاد في سبيل الله فلا تسأل عما نالها من سخرية وتشويه، ونسي هؤلاء أو تناسوا أن ثمة أعدادًا من البشر في عداد الموتى وإن كانوا أحياء، وآخرين أحياء عند ربهم يرزقون .. وإن كانوا في عداد الموتى .. مفاهيم ناصعة اعتدى عليها المرجفون، وحاولوا تحريف الكلم عن مواضعه، وتشويه المصطلح وأهله .. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويظهر الحقيقة، حيث تأتي هذه الأحداث لتعلي شأن الجهاد والاستشهاد، وتكشف عن حقيقة الولاء والبراء، وتمايز بين صفوف أهل الإيمان والنفاق، وكل هذه مكتسبات حري بنا أن نحافظ عليها ونحفظها في نفوسنا، كما حفظتها نصوص شريعتنا الغراء.
وكان من مكتسباتنا تعميق الوعي بقضيتنا الكبرى (فلسطين)؛ فقد حيت في نفوس الكبار والصغار، والرجال والنساء، والعرب والعجم، والعامة والنخب .. وربك يخلق ما يشاء ويختار .. وكلما حاول الأعداء إبعاد فلسطين عن المشهد، أو تحجيمها في فئة محدودة هيأ الله سببًا يعمق الوعي بقضية فلسطين، ويجدد المطالبة بتحرير المقدسات من المحتلين، وتجاوز الوعي القضية الكبرى إلى قضايا أخرى انكشفت على إثرها هيئات وأشخاص وتميز الخبيث من الطيب.