وتجذر في قلوب المسلمين - وعلى صعيد الواقع - أن اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض، ويكمل بعضهم نقص بعض، وإن خيل لنا أنها دول صديقة أو محايدة، أما الزعم بأن الصراع بيننا وبين دولة إسرائيل ليس صراعًا دينيًّا، فهو جهل وتضليل، وإن قال به بعض أبناء جلدتنا.
كما كان من مكاسبنا تحقيق النصرة والولاء للمؤمنين؛ فلم يكن الدعاء سلاحنا الأوحد للنصرة، بل تساهم أهل الدثور بأموالهم، ومنح أهل العلم لفلسطين وأهلها من علمهم وبياناتهم وفتواهم، بل ورحلاتهم ولقاءاتهم بالقادة والزعماء لشرح القضية ونصرة المظلوم، ومن لم يساهم بهذا وذاك تصدق بدموعه وانكسار قلبه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}[الزلزلة: ٦]. أما أصحاب المليارات من النفقات فذلك جهد يذكر ويشكر للمملكة حين دعمت غزة بمليار دولار .. ولئن كان هذا المبلغ -كما قال خادم الحرمين- قليلًا على أهلنا في غزة، ولا يساوي قطرة دم تهرق هناك، فهو رقم مهم، ونأمل أن يصل إلى مستحقيه، وإن كثر طالبوه من خارجها.