للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسخرية بالإسلام، ورفض التحاكم إلى القرآن، وعبث بنصوص السنة، وتطاول على أعلام الأمة.

عباد الله .. ومهما عددنا من مظاهر الهزيمة الفكرية، فلا يأس ولا قنوط، ولا تشاؤم ولا إحباط.

وللحق فإن كافة الانحرافات التي يتصدى لها الفكر الإسلامي اليوم، ويطارد فلولها في الفكر، والأدب، والقيم، والفنون، والمعارف، والمناهج، والمذاهب السياسية والاقتصادية وغيرها، إنما هي نتائج طبيعية للخلل الأساسي الذي وقع -حيث نبتت العلمانية والفكر القومي والاشتراكية في بلاد المسلمين- لحظة الالتقاء الأولى والمبكرة مع الحضارة الغربية (١).

والأمة الآن تمر بمنعطف تبصر به طرق الردى، وتتلمس طريق النجاة، وتسمع للناصحين.

ومن أولويات طرق العلاج والخروج من النفق: أن نشعر بقيمة هذه الصحوة، وأن نثمن مكاسبتها، وأن نتفاءل بمستقبلها، وأن نجعل من أنفسنا وأبنائنا وبناتنا جنودًا صادقين للإسلام، وأن نعتز بالهوية الإسلامية؛ فهذا زمن الهويات، ولا مكان للقطاء.

ومن طرق العلاج أن نستفيد من تقنية الاتصالات ووسائل الإعلام، ونطوعها لخدمة الدين، وتعبيد الناس لرب العالمين، وأن تشتمل مناهجنا التعليمية على تأصيل القيم وبناء الشخصية المسلمة، وبيان مخاطر الغزو الفكري، وأن نقابل (العولمة) الغازية بـ (العالمية) العظيمة للإسلام، متجردين عن الحزبية والعنصرية


(١) (جمال سلطان: جذور الانحراف في الفكر الإسلامي الحديث ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>