الخير، والغالبية هم الأخيار، لدينا فسحة في اختيار الأمثل من الأخيار.
يا أيها المرشح لنفسك أعقل هذه الوصايا، وقدر هذه الأمانة، واعلم أنك مسئول ومستأمن، ولا يغب عن بالك أن ثقة الناس بك لا تكون بنصب الخيام الفارهة، ولا باستئجار القصور الفخمة، ولا بتوفير الموائد المتنوعة .. كلا إن الواثق من نفسه لا يحتاج لمثل هذا، قدر ما يحتاج إلى تفكير مستديم في شغل هذه المسئولية بما ينفع البلاد والعباد.
ولا يطلب من المرشح وعود هلامية، وبرامج مثالية تتطاير كالهباء عند أول وهلة من محطات الطريق.
إن الواقعية مطلب، والمصداقية شرط للمرشح، ولا بد أن يكون المرشح عند حسن الظن من مرشحوه؛ ينفذ ما وعد به، ويعتذر عما قصرت صلاحياته عن الوفاء به، حتى يعلم الناس ما أنجز وحدود صلاحياته، وما لم ينجز وهي من صلاحيات غيره.
أيها السادة المرشحون .. تجاوزوا في ترشيحاتكم حدود العشيرة ودائرة القبلية، والأهواء الشخصية، وضعوا الأمانة في موقعها، واختاروا الأكفاء الناصحين الأقوياء الأمناء، ألا وإن الترشيحات لوحة كاشفة لتوجهات المجتمع، ومؤشر لوعيهم، ومحددة لنوع ثقافتهم، فليكن المرشحون من خيار الناس عدلًا، وحكمة، ودراية.
إن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو عين الحكمة، ومن الظلم أن نضع الرجل في غير موضعه، والله كما قسم أرزاق الناس وأخلاقهم، قسم كذلك قدراتهم ومواهبهم.
عباد الله .. ومرة أخرى بلادنا تمر بمرحلة انتقالية فلنكن إيجابيين وفاعلين،