والرحمة، ويتوفر السكن واللباس، إنها آية من آيات الله يذكرنا بها القرآن، ويدعونا للتفكير في آياتها وما ينشأ عنها:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: ٢١].
فالأسرة لوحة مضيئة تعكس سمو تعاليم القرآن، وشاهد ملموس على علو شأن الإسلام، تعجز الأنظمة البشرية - مهما بلغت - أن تبلغ مبلغه، بل وأفلست الأديان القديمة المحرفة والحضارات المعاصرة أن تصل مستواه، والواقع يشهد بتفكك الأسر، وضياع المجتمعات في المشرق والمغرب، والتي ضلت عن توجهات القرآن.
عباد الله .. والحديث عن الزواج تدعو إليه الحاجة عمومًا، وفي هذه الأيام على الخصوص، وفيه تنبيهات تحسن الإشارة إليها، وفي الحديث عنه مشاركة لهموم قطاع كبير من الشباب والفتيات فضلًا عن الكبار والعانسات.
فيا ترى ماذا يدور في مخيلة الشباب حين يفكر بالزواج؟ لماذا يتزوج؟ وبمن يتزوج؟ هل الغرض واحد أم الأغراض؟ ما الذي يخفيه الزواج؟ وما الشبح الذي يطارده ويثنيه عنه؟
وهكذا الفتيات .. لماذا الزواج؟ وما الزوج المفضل؟ ولماذا ترفض؟ وما هي المؤثرات عليها في تأخير الزواج؟
كلها تساؤلات بدا لي أن المجتمع أخذ في تفهمها، وعانا من جريرتها، وخطا خطوات في الإجابة عنها، وما هذه الأسراب المتقاطرة والرقاع الموزعة إلا أنموذجًا يحكي تجاوب المجتمع مع تلك النداءات؛ لذا تركت الإجابة للمجتمع عمليًّا، ولأهل الوعي خاصة، عندما أدركوا مخاطر العوائق