للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعائشة رضي الله عنها وإن كانت حملتها الغيرة، وردت على القوم بما يستحقون البدء به، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الموقف يكفي فيه «وعليكم» فليس فيها فحش ولا استغباء.

إخوة الإسلام تعلمنا شرائع الإسلام وتدعونا قصص القرآن أن نؤسس لثقافة المحبة والتسامح وتحذرنا من سلوكيات العدوانية والظلم والسطو والانتقام ..

وليس بخفي أن العفو والتسامح في الإسلام لا تعني بحال هتك الحرمات ولا السطو على المحرمات، لكنه تسامح الحنيفية السمحة، وأخلاق الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام، الذي ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا وكان خلقه عليه الصلاة والسلام البر والوفاء، والحفاظ على حقوق الناس، وصيانة كرامتهم أيًا كانت هوياتهم ومواقعهم ما داموا مسالمين ملتزمين بالعهود ..

أجل إن الناظر - يعمق - في السيرة النبوية يرى كيف كان صلى الله عليه وسلم يؤلف ولا يفرق، ويدعو ولا ينفر، ويبذل المال في سبل إسلام أقوام أو تثبيت آخرين، كما يبذل من حسن المعشر وطلاقة الوجه، والبشر، ولو كان الداخل عليه بئس أخو العشيرة هو إنها المداراة المشروعة في ديننا طلاقة وجه وحسن معشر، ودعوة للخير، وتأليف للقلوب .. ولذا دخلت فئام من أهل الكتاب والمشركين في الإسلام نتيجة حسن الخلق وطيب المعاملة .. فأين نحن من هذا الهدي النبوي، وفي رسول الله لنا أسوة حسنة.

لقد قالها زيد بن سعنة .. فما بقي من علائم نبوته صلى الله عليه وسلم إلا أن أعرف أن شدة الجهل عليه لا تزيده إلا حلمًا .. وقد رأيتها .. فأسلم زيد ومثله من أهل الكتاب كثير. كما كان للمشركين نصيب من تأليفه عليه الصلاة والسلام، حتى وإن كان هذا المشرك قد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجاه، وفي قصة كعب بن زهير (الشاعر

<<  <  ج: ص:  >  >>