وابن الشاعر) حين قدم عليه تأئبًا مسلمًا درس وعبرة، ومعلم في العفو والصفح والتأليف والدعوة.
وقد ذكرت كتب السيرة أن كعب بن زهير قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال (كعب) يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبًا مسلمًا فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم»، فقال كعب: أنا يا رسول الله كعب بن زهير، فوثب عليه رجل من الأنصار، فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«دعه عنك، فقد جاء تائبًا نازعًا عما كان عليه» وحينها قال كعب قصيدته المشهورة والتي منها قوله:
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول (١)
يا أخا الإسلام وإن تعجب من هذه المعاملة النبوية فعجبك لا ينتهي حتى تقف على هديه في تعامله مع نصارى نجران، حينما قدموا عليه المدينة، ودخلوا عليه مسجده بعد صلاة العصر، حتى إذا حانت صلاتهم قاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«دعوهم» فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
قال ابن القيم - معلقًا على هذه الحادثة- ومن فقه هذه القصة:
١ - جواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين.
٢ - تمكين أهل الكتاب من صلاتهم بحضرة المسلمين، وفي مساجدهم أيضًا إذا كان ذلك عارضًا، ولا يمكنون من اعتياد ذلك.
٣ - جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم، بل استحباب ذلك، بل وجوبه إذا