للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعتى وأقسى، وكل يوم تكشف لنا حقائق وإحصاءات لم تتكشف بالأمس، لن يكون آخرها اكتشاف قبور جماعية لما يقرب من ثلاثة آلاف مسلم ومسلمة من شعب البوسنة ردموا فيها بالجرافات في الأحداث المؤلمة الأخيرة، وأمثال هذه الأحداث تؤكد لنا استمرار العداوة بين المسلمين وأهل الكتاب التي أخبرنا عنها ربنا بقوله {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ... } (١)، وتذكرنا بعدم اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، كما قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق} ... إلى قوله تعالى {وودوا لو تكفرون}.

ولقد مضى على العلماء والدعاة زمن وهم يقررون هذه الحقائق للناس، وقد لا يعيرهم البعض اهتمامًا لهذا، أما اليوم فكشفت الحقائق، ونطقت الرماح، وتحدثت لغة الأرقام عن حجم العداوة والمأساة، وفي أنين الأيامى والثكالى، وصراخ الأطفال جوعًا وعطشًا، وانتشار الجثث الهامدة على السكك طولاً وعرضًا ما يُعبر عن الصورة بجلاء، وما يقصر المسافة على الدعاة والعلماء ..

أمة الإسلام .. ومع الصمت والتخاذل والقعود عن نصرة المسلمين المستضعفين فلن تقف العداوة عند هذا الحد. فالهدف اقتلاع الإسلام من جذوره، والمخطط يشمل المسلمين كلهم، وما أجمل ما قيل (فبعد أن ينجز الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس مهمتهم في أوربا لابد وأن يتطلعوا عبر البحر الأبيض المتوسط صوب أراضي المسلمين ليكملوا ما يقوم به اليهود) (٢).


(١) سورة البقرة، الآية: ١٢٠.
(٢) جاسر الجاسر، مقال في الجزيرة بعنوان: أيها المسلمون تبرعوا لتحموا أنفسكم، في ١٤/ ٣/ ١٤١٦ هـ عدد ٨٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>