للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل نعي حقيقة المؤامرة وحجمها، وهل نتخذ من أساليب الوقاية وأسبابها ما نحفظ به على أنفسنا حين نساهم في الحفاظ على إخواننا .. إن أحداث البوسنة والهرسك ومثيلاتها في عالمنا الإسلامي مؤلمة للنفس أيَّما إيلام .. ولكن هل نتجاوز مجرد الحديث إلى ما بعده من دروسٍ وعبرٍ، وهل نتجاوزُ مرحلة البكاء والعويل إلى مرحلةِ الجدَّ والاستعداد للمستقبل القريب، فنتعاون جميعًا وبكل ما أوتينا من قوة للوقوف صفًّا واحدًا في وجه العدو الحقيقي لنا، هل نتجاوز الخلافات الوهمية التي يصنعها المغرضون، هل تتجاوز الحدود المرسومة من قبل المستعمرين لتقطيع أوصال الأمة وإشغالها عن قضاياها المهمة والمصيرية، هل يعود عودة صادقة لكتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابنا أصدق الكتب المنزلة، ونبينا خاتم المرسلين، في وقت عاد فيه الآخرون إلى كتبهم المحرفة ودياناتهم المنسوخة؟ هل نحافظ على طاقاتنا؟ .

إن عالم اليوم لا مكان فيه لمن يعيش بدون هوية، وإذ تشبث اليهودي والنصراني والبوذي وسواهم بعقائدهم أفيليق بنا معاشر المسلمين أن نعيش هملاً نقتات على موائد الآخرين، ونستطعم منهم وكأننا حفنة من المساكين ... أين العزة بالإسلام .. أين الغيرة للقرآن وأين نضع خيريتنا وشهادتنا على الأمم بنص القرآن {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (١) {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس .. } (٢).

أن من واجبنا أن ندعم كل مبادرة خيرة صادقة للتضامن مع شعب البوسنة والهرسك، على أن لا يتوقف هذا الدعم، وذلك التضامن حتى ينتصر المضطهدون، ويفضح المعتدون، وأن يشمل هذا الدعم والمساندة بقية


(١) سورة آل عمران، الآية: ١١٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>