ولتآلف قومه من الخزرج لرياسته فيهم، فلو لم يجب سؤال ابنه وترك الصلاة عليه - قبل ورود النهي الصريح - لكان سبة على ابنه وعارًا على قومه، فاستعمل صلى الله عليه وسلم أحسن الأمرين في السياسة إلى أن نهي فانتهى.
وأخرج الطبري عن قتادة في هذه القصة قال: فأنزل الله {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً .. } قال فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: وما يغني عنه قميصي من الله، وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه (١).
إنه التأليف والدعوة والسياسة الشرعية وتغليب المصالح، ودرء المفاسد، فقه التأليف والتسامح أنه فقه قد يغيب ولا بد من إعادته للأذهان، وحين نؤسس لثقافة التسامح والتأليف والعفو، فنحن لا نميع الدين، ولا ننقض عرى الإسلام، نل نستن يهدي خير المرسلين، ونتلمس توجيه السماء {وقولوا للناس حسنًا}{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}{ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك}{فقولا له قولاً لينًا لعله يتذكر أو يخشى}.
اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والبصيرة بسنن المرسلين، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.