ألا وإن من أكبر الظلم وأسوأ الجهل احتراف تنقيص الصحابة والطعن فيهم، وتشكيك الناس في إيمانهم وجهادهم .. وحين يعلن المنكر، ويجهر بالسوء في المنابر الإعلامية والفضائيات والمواقع الالكترونية، يصبح لزامًا على أهل السنة الدفاع عن أعراض الصحابة، وبيان مناقبهم، حتى لا يشيع المنكر، ويضلل العوام، ويعتدى على العظماء.
إخوة الإسلام تعالوا بنا لنسلط الضوء على واحد من هؤلاء الصحابة ربما يكون ناله من الطعن والسب- أكثر من غيره ولندرك كيف يراد أن يكون الطعن فيه وسيلة إلى غيره، ولئن كنا لا ننزه أحدًا من البشر من الخطأ .. فثمة حسنات ماحيات، وثمة مقامات ورتب لا بد أن نقدرها ونضعها في الموضع الصحيح.
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما مؤسس الدولة الأموية
معاوية واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثنى القرآن على الصحابة عمومًا، وشملهم بالخيرية والفضل من آمن وأنفق قبل الفتح أو بعده - وإن تفاضلوا وتقدم بعضهم على بعض في الفضيلة والأجر- فقد كان ذلك مع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
ومن المقرر في عقائد أهل السنة والجماعة حب الصحابة جميعًا والترضي عنهم والكف عن سبهم «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ قد أحدهم أو نصيفه»(متفق على صحته) وقد عد أهل العلم سبهم أو تنقصهم زندقة وانحرافًا فقد جاء في كتاب (الإمامة) للإمام أبي نعيم الأصبهاني: «لا يبسط لسانه فيهم إلا من ساءت طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين (١).
(١) (ص ٣٧٦) [ع: سليمان العلوان الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار/ ٤].