للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله {فتيمموا صعيدًا طيبًا} فكان ذلك من سببك وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة، ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار، قالت: دعني عنك يا ابن عباس، فوالله لوددت أني كنت نسيًا منسيًا (١).

وكذلك سار قطار التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى تقدير أم المؤمنين عائشة والثناء عليها وهذا (مسروق) رحمه الله كان إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سموات (٢).

فاقت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها غيرها في علم الدين والدنيا، وهذا عروة بن الزبير- رحمه الله- كان يقول لعائشة: يا أمتاه، لا أعجب من فقهك، أقول: زوجة نبي الله وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأمام الناس أقول: ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو، وما هو؟ قال فضربت على منكبه وقالت: أي عرية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عندي آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات، وكنت أعالجها له، فمن ثم (٣).

وبلغ إعجاب الذهبي بعلم عائشة حدًا قال معه: ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في النساء مطلقًا امرأة أعلم منها (٤).

أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جمعت خلالًا أخرى واختصت بمزايا قالت عنها:


(١) (أخرجه أحمد بسند صحيح، وصححه الحاكم والذهبي، السير ٢/ ١٨٠) صـ ٧.
(٢) (الحلية ٢/ ٤٤، والسير ٢/ ١٨١).
(٣) (السير ٢/ ١٨٢).
(٤) (السير ٢/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>