عدد من الوسائل والآليات وبالحكمة والموعظة الحسنة، ويجاهدون في سبيل ذلك ويصبرون ويصابرون ويرابطون ويتقون- وأولئك هم المفلحون- وأولئك أشد على الشيطان وحزبه من غيرهم وإن لم يكونوا أكثر من غيرهم صلاة وصيامًا وذكرًا.
إخوة الإيمان إننا محتاجون للاستيثار بنصر الدين في كل حين، ولكن حاجنا إلى ذلك في زمن الإحباط واليأس أشد، ومحتاجون للفأل في كل حال ولكن حاجتنا إليه في زمن التشاؤم أعظم .. إن اسبشر المسلم بنصر الله استبشار رغم ما يبصره من منغصات ورغم ما يشاهده من منكرات .. فهو يستبشر بنصر الله وفي الوقت نفسه يجاهد لإعلاء كلمة الله .. إن أمله ليس فارغًا لكنه مصحوب بالعمل، وحزنه على المنكر يتجاوز التلاوة على التعاون، والتحسر والقعود إلى فعل الأسباب والمدافعة المشروعة إن نفرًا من أهل الغيرة ربما بالغوا في التشاؤم فأحبطوا غيرهم- وهذا حين يوجد انتصار للمنكر وأهله- ولو أن كل المسلمين فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا ..
إن مواجهة الانحراف لا يجدي فيها سلاح النقد والتهويش فحسب، ولا يظن المسلم القادر أنه يكفيه أن يعلن رفضه للمنكر وبغض للمفسدين، بل الأمر يتطلب جدًا ومجاهدة وتفكيرًا في أساليب دفع المنكر وأساليب أخرى للإصلاح وإقامة المعروف .. ولا تتوقف الدعوة حين ثبط المخزلون أو لا يستجيب المبطلون فالبلاغ مهمة الرسل وهي مسئولية أتباعهم من بعدهم وينبغي أن يكون شعار الدعاة والمحتسبين {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ} ومعه شعار آخر {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
إن من المؤسف أن يكون أهل الباطل أصحاب نفس طويل لإقرار المنكر