لا ينسى إهمال المسئولين، وتفريط اللامبالاة بأرواح البشر .. ومن حق الناس أن يكون هذا الحدث درسًا لغيره .. تتخذ كافة الاحتياطات ويعتني بالمراكب، ووسائل النجاة، ويكون التواصل لعبارة تحمل مثل هذا العدد مستمرًا من حين تتحرك من مرساها إلى أن تصل إلى غايتها .. أما أن يظل البشر يطفون على سطح البحر ليوم أو يومين أو أزيد دون علم أو طريقة سريعة للإنقاذ .. فذلك لا يسوغ في زمن العلم وعصر التقنية وتوفر وسائل السلامة، هنا لا مكان للشفاعة والواسطة والمحسوبية على حساب أرواح البشر.
عباد الله .. وإذا قيل هذا وغيره عن من وراء الحدث والمسئولية عن شركات النقل البحرية .. فيقال لعموم الناجين بل ولعموم المسافرين .. ما هو زادنا للسفر؟ وما هي نوايانا حين السفر؟ إن من الناس من يتزود للسفر بكل شيء ولكن زاده من الإيمان والتقى ضعيف وخير الزاد التقوى فهو أمان من الكروب .. ومطمئن حين الشدائد ومن عرف الله في حال الرخاء عرفه في حال الشدة ..
وكم تختلف نوايا المسافرين .. فكن أيها المسافر المسلم مستحضرًا لعظمة الله في جمال سفرك وإقامتك .. وإياك والأماني الباطلة والأهداف المريبة فقد تسافر ولا تعود .. وقد تختم لك بسوء عملك في سفرة لم تتحرز فيها من الخفاء والفجور، تظن بزعمك أنك بعيد عن الأنظار والله يراك حين تقوم وتقعد وتحط وترحل.
فالله الله في المراقبة .. والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. وإذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ..
إنه ميلاد جديد لمن نجوا من عبارة السلام .. ويناف أن يكون موعظة وذكرى لغيرهم من المسلمين .. يراجعوا أنفسهم ويفتشوا في أرصدتهم، ويروا بماذا