المشاهد لتبعث في المسلمين روح الحياة والمقاومة ولكن القوم لا يعقلون ..
ولربما عجزت خطب رنانة عن تصوير بغض الغرب للإسلام والمسلمين .. وقامت هذه المشاهد بدور البعث وإلهاب المشاعر .. والقوم بأنفسهم يوقعون ولربما تقاصرت الكلمات مهما كانت بلاغتها عن تصوير همجية الغرب .. فجاءت هذه الأحداث المأسوية والصور الناطقة لتعبر بجلاء .. وتضع الغرب أمام مشاهد الكاميرا التي تسوء ولا تستر وتفضح ولا ترحم.
أجل طالما تحدث أهل العقيدة والفكر السليم عن عقيدة الولاء والبراء .. الولاء للمؤمنين والبراءة والبغض للكافرين ولكن أحداث القتل والتدمير والتعذيب والكراهية والعدوان باتت وسيلة ناجحة لتحقيق هذا المفهوم العقدي الذي يملأ آيات القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن العالم الإسلامي اليوم يتململ ويتفجر .. فهو لا يفتأ أن ينتقل من كارثة إلى أخرى ومن حرب إلى ثانية .. وكلها توجه إلى صدور المسلمين .. وقيمهم وإسلامهم .. حتى وصل الأمر إلى قرآنهم ونبيهم .. فكانت قشة قصمت ظهر البعير ..
لقد أزعجت هذه الحوادث والتصرفات الرغباء عقلاء القوم وإن لم يكونوا مسلمين .. واعتبروا الأحداث الأخيرة بمثابة قطرة زيت أشعلت الغضب الكامن لدى المسلمين ..
إن هذه الأحداث رغم مرارتها تثبت الإيمان في القلوب، وتستدعي الغيرة على الإسلام حتى من نفر من المسلمين أقل من غيرهم في الالتزام ولئن كانت رصيدًا للمسلمين في تحرك المشاعر، وصدق الانتماء للإسلام ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجمع الكلمة، والشعور بالتحدي الباعث على الدعوة للدين الحق