ومن صور التعصب المذموم التمسك والقول بتبديع أو تفسيق من لا يستحق التبديع والتفسيق ..
وأعظم من ذلك أن يطلق الكفر على مسلم لا يجوز إطلاق الكفر عليه .. وهذا عظيم عند الله .. وأولى بالإنسان أن يحفظ لسانه عن القول بلا علم، والإيجار عليه قوله.
أيها المسلمون .. وكما يعاب على المرء التعصب في أمور الدين يعاب عليه التعصب في أمور الدنيا- وإن كان الأول أعظم- فبعض الناس يصر على إنفاذ رأيه وإن كان مخطئًا وآخرون من الناس ينتقد تصرفات الآخرين وإن كانت حقًا .. إن المرونة المتزنة مطلوبة .. وأن تقدير وجهات نظر الآخرين دليل على رجاحة العقل، وسعة الصدر والأفق.
وإن الاستماع إلى الرأي الآخر مؤشر للتعقل والحكمة وإن التخلق بالحوار المثمر دليل على الوعي، ولو تعصب كل إنسان لرأيه لفسدت الحياة وتفارق الأحياء .. أعوذ بالله.