من إنكار المنكر إبراءً للذمة ونصحًا للأمة ونجاة من العقوبة الإلهية.
٥ - في قصص الهالكين عبرة وموعظة ليحذروا صنيعهم، ولا يقعوا في أخطائهم {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}.
٦ - يحذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من صنيع هذه الأمة المغضوب عليها، وينهاهم عن استحلال محارم الله بأدنى الحيل، ويقول:«لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل»(١).
وكم يعمد ضعاف الإيمان من هذه الأمة إلى أنواع من الحيل، ولاسيما في تعاملاتهم، وتحيلهم على الحرام، وظنهم الخاطئ أن ذلك يجعل من الحرام حلالًا، أو من المتشابه إلى الواضح النقي ألا فاحذروا الحيل يا من تتعاملون مع من يعلم السر وأخفى، ودعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يوقع فيه.
٧ - وهذه الأمة اليهودية كتب الله عليها البؤس والشقاء، وحكم عليهم ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسوءهم سوء العذاب، عن موسى عليه السلام حيث ضرب عليهم الخراج سبع سنين أو ثلاث عشرة سنة لما تعلم إلى قهر الملوك اليونانيين والكسانيين، والكلدانيين، ثم صاروا في قهر النصارى وإذلالهم .. حتى جاء الإسلام وقاتلهم النبي وأخرجهم المسلمون .. وإلى زمننا هذا وهم محل كره العالم وسخطه وصدق الله {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}.
٨ - وأخيرًا فقد خاب وخسر من باع دينه بدنياه، وتغش الفواحش مخادعة وحيلًا، وحبل الخداع قصير، وطريق المكر موصد، وعاقبة الفساد في الأرض
(١) الحديث جوَّد إسناده الحافظ ابن كثير في التفسير (١/ ١٥٤).