السنة {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}.
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحيا الفضائل، وتمات البدع وتحصر الرذائل، وتحمى الأعراض، وتصان الحرمات وبالنهي عن المنكر يحاصر المبطلون، ويكشف المجرمون، ويضيق الخناق على الجريمة، ويأمن الناس على أموالهم ودمائهم وأعراضهم حين يعز سوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، ويصبح ممارسة الجريمة خفية وعلى استحياء، وفعل المعروف علانية وبكل عزة.
رجالات الحسبة يسهرون حين ينام الناس، ويقومون نيابة عنا في متابعة أهل الفساد والفجور .. إنهم يستشعرون المسئولية في تحقيق الأمن، ويرحمون الخلق حين يهدونهم للحق، ويحسنون للمخطئ حين يبصرونه بالخطأ، أو يقصرونه عن منكر أعظم إنهم ذراع الوالي لأطر الزائغين على الحق أطرًا، وهم عين العالم الذي يعرف الحق من الباطل، وهم ورجالات الأمن يكملون أدوات بعض في حماية المجتمع من أعاصير الفتن وموجات الفساد.
ورجالات الأمر بالمعروف بشر كغيرهم من البشر غير معصومين من الخطأ .. لكن من الحيف أن تعظم أخطاؤهم وتنسى جهودهم، ومن الظلم أن تلصق بهم كل تهمة وأن ينسب لهم كل خطأ ..
وحين تقرع الطبول ويتنادى الموتورون لإسقاطهم فتلك البلية التي لا يجوز السكون عليها أو إسقاط جهازهم (الهيئات) .. وحين تطرح هذه الأيام قضايا الهيئات بعبارات فجة، وأساليب غير منصفة، فذاك التشهير الذي يريد منه أولئك ما بعده .. ولا يرضى به المجتمع فضلًا عن المسئولين، وبالأمس عنوان كبير في الجزيرة يقول (استياء الهيئة من الصحف) وفي اليوم نفسه وفي جريدة الرياض تصرح لوكيل الرئيس العام لهيئات أبدى فيه الصحف تحفظه على بعض ما ينشر