وكنت أتوقع أنه الكاتب سيطرح البديل حاجة العراقيين المحاصرين على إلى إغاثة ودعم مادي لمقاومة المحتل فإذا به (وكعادته) يكرس الاحتلال ويمتدح خطوات الأمريكان، وأنها في النهاية تصب في مصلحة المنطقة والدول المجاورة.
لست أدري إلى متى ستبقى هذه النوعية من الكتاب مروجة للغرب والاحتلال ومتكئة على هاجس الإرهاب في جانب، ومتناسية الجانب الأكبر في الإرهاب؟ ومشكلة ألا يبقى في ذهن هذا الكاتب من مناصرة المظلومين إلا تصدير الإرهابيين وأن يسقط آراءه في هذه الأحداث المؤلمة على من أسماهم بالأصوليين، وإذا ظن أنه بهذه الطريقة الفجة في المعالجة يحارب الإرهاب، فهو- من حيث يشعر أو لا يشعر- ممن يزرعون الإرهاب، وإن كنا نحذر من الاستجابة لأي نوع من الاستفزاز، ونشجب الإرهاب بكل ألوانه وأشكاله.
إن مشهد النساء وهن يغادرن المدن العراقية المحاصرة، حاملات على رؤوسهن أو على الدواب ما استطعن من متاع، أو أطفال هائمات على وجوههن وسط أجواء رملية عاصفة .. وهروبًا من آثار القصف والدمار .. لهو مشهد يثير من كان عنده أدنى قدر من إنسانية فضلًا عن الإسلام .. ولكن ما لجرح يميت إيلام؟
وإذا عصفت بغداد بالنازحين، وكانت المساجد مأوى لمن ضاقت عنهم بيوت إخوانهم، فهل بعد هذا من إرهاب.
٧ - وأخيرًا فنحن بحاجة إلى أن نفهم أكثر حقيقة اللعبة وهدف أمريكا من وجودها في العراق، وماذا وراء تسليم السلطة للعراقيين وقد كشفت إحدى صحافتنا المحلية النقاب عن ذلك في افتتاحيتها حيث قالت: فالحكومة العراقية القادمة حتى لو جاءت منتخبة من الشعب العراقي فهي مقيدة بأوامر