للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الخوارق الإنتهاكية الأمريكية توسع دائرة العداء لأمريكا، وتقلل من قيمة حضارتها، وتسقط دعاوى حملتها ضد الإرهاب فهذا هو الإرهاب .. وهي صانعته ومصدرته.

٥ - ومما يضاعف المأساة ويدمي المشاعر هذا الصمت أو شبهه من المسلمين تجاه إخوانهم المحاصرين، وحتى لو وجد استنكار لا يتجاوز إلى مواقف إيجابية فهو في عداد الصمت المذل .. إن من حق إخواننا المسلمين في العراق أو غيره النصرة، فالمؤمنون إخوة، ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» ويستغرب المتابع للأحداث أن يجد استنكارًا بل ومناصرة لمقاتلي العراق من رئيس فنزويلا، فقد ألقى باللائمة على الرئيس الأمريكي في العنف المحتدم في العراق، وبعث برسالة تأييد ومناصرة للعراقيين (١). في حين لا يتوفر مثل ذلك من زعماء مسلمين؟ .

٦ - والمأساة أكبر حين يضجُّ العالم الآخر وينتقذ هذا الحصار اللامتكافئ .. ويصدر كاتب معروف في الشرق الأوسط مقالًا له بعنوان (ثوار الفلوجة) ثم لا يفهم من مناصرة المظلومين هناك إلا تصدير الإرهابيين ويقول في بداية مقاله (إلى الفلوجة انصروا إخوانكم الذين يواجهون العدوان) هذه واحدة من صيحات الاستنهاض التي تنتشر في المواقع الأصولية .. وهي في الحقيقة صيحات لتأسيس معسكرات تجنيد وتدريب ثم تصدير إرهابيين إلى بيوتنا وشوارعنا (٢).


(١) (جريدة الجزيرة ٢٥/ ٢/ ١٤٢٥ هـ).
(٢) (الشرق الأوسط الخميس ٢٥/ ٢/ ١٤٢٥ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>