للعراقيين، وكشف المستعمر عن وجهه الكالح لانتهاب الخيرات وكتم الحريات حتى ولو كان ثمن ذلك جثثًا متناثرة من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء!
٢ - وبات من المؤكد أن أمريكا استطاعت كسب الحرب ضد نظام البعث المستبد الظالم في العراق .. ولكنها لم ولن تكسب الحرب ضد الإسلام والمسلمين تحت أي ستار أو شعار موهوم.
٣ - وبات من المؤكد كذلك أننا- معاشر العرب والمسلمين- ساهمنا في صنع هالة موهومة لقوات الغرب .. فنحن قد فتنا وضعف هممنا استسلمنا لهم في كل شيء حتى لم يرضهم شيء إلا أن يسلخونا من ديننا ويجردونا عن هويتنا، ويفرضوا على بلادنا وشعوبنا دساتيرهم .. ويعلنوها صريحة برفض الإسلام مصدرًا أساسًا للتشريع في بلد يدين أهلها بالإسلام ..
وأحداث الفلوجة تثبت أن المقاومة ممكنة .. وأن إلحاق الأضرار بالعدو ممكن .. مهما كان فارق القوة .. ومهما كانت نتائج المعركة وجمود الفلوجة هذه الأيام- تجد ذاته- تعبير عن قوة الضعيف وضعف القوي- وماذا لو هبت العراق كلها- وماذا لو تحرك العالم العربي والإسلامي؟
٤ - وفي كل يوم وعبر الأحداث الدموية المتلاحقة يكتشف الناس مسلمهم وكافرهم خلف أمريكا في تعاملها مع الشعوب العربية والإسلامية، فلم يعد الاستعمار كافيًا، بل ومع الاستعمار خرق للقوانين وانتهاك للمواثيق الدولية، وذلك عبر استخدام أسلحة محظورة، فقد كشف مصدر طبي في مستشفى الصليب الأحمر الإيطالية في بغداد عن استخدام القوات الأمريكية قنابل حابسة للأوكسجين في قصفها للمدينة المحاصرة (الفلوجة)، كما لم يستبعد أطباء آخرون استخدام أمريكا للقنابل العنقودية والنابالم الحارقة .. وهي أسلحة محظورة دوليًا (الحياة ٢٤/ ٢/ ١٤٢٥ هـ).