للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكفه أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء» (١).

وفي القرآن زواجر تقرع القلوب وتخيف المعتدين {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: ٣٢].

{وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢].

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: ٥٨].

لا بد من معالجة الأمور بالحسنى، والرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه، ولا بد من التفكير جيدًا في عواقب الأمور ومآلاتها، ودفع الفتن والشرور قدر المستطاع، فالأمن مسئوليتنا جميعًا ومكتسبات البر لنا جميعًا.

لا بد من فقه في إنكار المنكر .. فقد يؤل الإنكار إلى ما هو أعظم من حيث يشعر أو لا يشعر .. وهنا كلام جميل وتحذير صريح من شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وهو يرصد الفتن الواقعة بين المسلمين ويشخص أسبابها في ثلاثة أشياء أو ثلاثة فاعلين وجود الذنب والمنكر، وفي السكوت عن الإنكار، أو في الإنكار المنهي عنه، ويقول: وإذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان، فقد يذنب الرجل أو الطائفة، ويسكت آخرون عن الأمر والنهي، فيكون ذلك من ذنوبهم، وينكر عليهم آخرون إنكارًا منهيًا عنه فيكون ذلك من ذنوبهم، فيحصل التفرق والاختلاف والشر، وهذا من أعظم الفتن والشرور قديمًا وحديثًا، إذ الإنسان ظلوم جهول، والظلم والجهل أنواع، فيكون ظلم الأول وجهله من نوع


(١) (متفق عليه رياض الصالحين/ ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>