(يعني ارتكاب الذنب) وظلم كل من الثاني والثالث (يعني السكوت أو الإنكار المنهي عنه) وجهلها من نوع آخر وآخر.
ثم يقول: ومن تدبر الفتن الواقعة رأى سببها ذلك، ورأى أن ما وقع بين أمراء الأمة وعلمائها ومن ذلك في ذلك من ملوكها ومشايخها ومن تبعهم من العامة من الفتن هذا أصلها (١).
وبالتالي فعلينا معشر المسلمين أن نجتنب المنكر في ذواتنا وألا نسكت عن نهي الآخرين الواقعين فيه بالحسنى وألا ننكر بطريقة منكرة تضر أكثر مما تنفع وتفسد أكثر مما تصلح، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، {إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ} هكذا قيل للمرسلين، وغيرهم من باب أولى. {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
عباد الله .. إخوة الإسلام لها حقوق وواجبات .. بل وكرامة الآدمي لها اعتبار في الشرع وحقوق وواجبات .. والإسلام الذي يعتز به وينتمي إليه بيَّن وأكد هذه الحقوق والواجبات ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليأت للناس الذي يحب أن يؤتوه إليه ..
فإطعام الطعام وإفشاء السلام، وعيادة المريض، وتشييع الجنائز، والنصح والمعونة، والسماحة والبشر، وإعطاء الحقوق كاملة .. كل ذلك وغيره جاءت به شريعة السماء.
وكف الشر والأذى، حق لكل مسلم- بل ولغير المسلمين المسالمين-
لا يجوز لعن المسلم وسبابه فسوق، وقتاله كفر (متفق عليه) ..