إن الشغب عليها ليس حلًا ناصحًا .. والطرق على إغلاقها عجز عن استيعابها وربما كان سبيلًا لتفلت المستفيدين منها ووقوعهم في إدواء تكلف مستقبلًا ثمنًا باهظًا لعلاجها .. وإن التحجر على برامج عفى عليها الزمن لا يسهم في فاعليتها .. إذًا يمكن أن تطور وأن تضبط مسيرتها، وأن تكلف لجان مخلصة للإشراف على أعمالها كل ذلك ممكن وهو أسلوب لإعادة تفعيلها وضبط مخرجاتها بما يخدم المصلحة العامة.
٦ - يمكن أن تساهم مراكز البحوث والرسائل الجامعية في دراسة عدد من الظواهر وتقويم التجارب في بلادنا، فمؤسساتنا الخيرية ومناهجنا التعليمية، وتجربتنا في التربية، وتحولاتنا في الاقتصاد كل ذلك ونحوه يمكن أن يسجل في رسائل علمية عالية، ويستكتب لها عدد من أساتذة الجامعات المختصين .. لتكون نتائج هذه الدراسات ملفات علمية ودليلًا موثقًا يقرأه المنصفون ويستفيد منه الآخرون.
٧ - وإذا وقعت بلادنا وغيرها، ومؤسساتنا ومثيلاتها ضحايا بريئة لحملات الحرب على الإرهاب .. فنحن الآن نمر بمرحلة تعاف بوارق الأزمة فيه تخف، والتراجع يعلن ولا يسربه، ومن الحصافة والكياسة أن نستثمر هذه الظروف، وأن نحقق مزيدًا من المكاسب لديننا وحضارتنا وبلادنا.
٨ - نحن حين ندعو ندعو إلى حوار الحضارات لا إلى زمالة الأديان وتقاربها وندعو إلى كلمة سواء بيننا وبين غيرنا ألا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله .. ونعيب على الذين ينادون بصدام الحضارات مستعلين بقوة المادة مستكبرين بسلطان العلم والتقنية فهذا الصراع الأحمق ربما تفوق فيه الأقوى وإن كان الأسوأ أما أجواء الحوار الصادقة فتكون القوة لسلطان الحجة، والفيصل لشواهد الحق والعدل، والبقاء لمن يملكون