مضى بأهم مما بقي، فهل تعقد العزم وتضمر الجد .. أم هي مجرد حسرات على الماضي وتسويف في المستقبل .. والنتيجة هم وغم، وحرمان وتفريط؟ لا أخًا لك أخي الصائم ترضى بهذا .. بل من أعظم مكاسبك في هذا الشهر انتصار الإرادة وعلو الهمة ..
أيها الصائم ماذا تعرف من انتصاراتنا في رمضان؟ وما نوع هذه الانتصارات وماذا بقي لنا من عبرة، وما هي الانتصارات المتجددة في رمضان؟
إخوة الإسلام وإذا كان رمضان شهر التقوى والصيام، وشهر الصبر وتلاوة القرآن، وشهر النفقة والإحسان، إلى غير ذلك من مزايا وفضائل شهر الصيام، فرمضان كذلك شهر الانتصار، وانتصاراتنا في رمضان في أكثر من مجال، لا تجد زمان ولا يخص بها أجيال دون أجيال .. وليست قصرًا على الانتصارات العسكرية بل ثمة انتصارات اقتصادية ففي شهر رمضان ينتصر الصائم على دواعي الشهوة- وإن كنت مباحة- إذ تصوم البطون عن الأكل والشراب، وإن كانت حلالًا وتصوم الفروج عن الشهوة وإن كانت غير ملومة مع الأزواج أو ما ملكت الأيمان، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
* وينتصر الصائم على الشهوة المحرمة كشرب الدخان أو ما يدخل في بابه- بل وأعظم- كالمخدرات والمسكرات ونحوها .. فثمة نفر من المسلمين بلوا بهذه الأدواء المهلكة .. لكنهم في شهر الصيام- يهجرونها ولو على الأقل في نهار رمضان- وهم خليقون بهجرها على الدوام، وعسى الله أن يجعل من شهر رمضان فرصة لهم على التوبة النصوح والانتصار على دواعي الشهوة التي تورث الذلة والمهانة.
* أيها الصائمون والصائم الموفق والحافظ لصيامه ينتصر على شهوة النظر المحرمة، وشهوة السمع الآثمة، هذا في السمع والبصر، وفي اللسان ينتصر