للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرهم من عملائهم بالوكالة عنهم، ومن المؤسف أن يجدوا من يقوم بالإنابة عنهم، ومن العراق إلى فلسطين إلى الصومال باتت الحرب تجري بالوكالة واليهود والنصارى يتفرجون على دماء المسلمين تنزف وعلى ديارهم تنهب وتستعمر ..

إن التاريخ المعاصر يذكرنا بالماضي من التاريخ، وهل التاريخ إلا حلقات متصلة، وإذا كان قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه في الفتنة التي أضرم نيرانها عبد الله بن سبأ اليهودي مشهورًا فربما يغيب عن الذهن أن استشهاد الخليفة عمر رضي الله عنه كان على أيدي النصارى، فأبو لؤلؤة وإن كان مجوسي المنشأ فهو نصراني الديانة، حتى قال الطبري رحمه الله، وكان أبو لؤلؤة غلام المغيرة نصرانيًا (١).

وشارك أبا لؤلؤة (جفيتة) وهو نصراني آخر، واستمر اليهود والنصارى عبر التاريخ شوكة في حلوق المسلمين، وكلما أحسوا بضعف الجبهة الإسلامية ارتفع مؤشر العدوان، وكانت الحروب الصليبية، وحركة الاستعمار، وزرع الكيان الصهيوني في بلاد المسلمين وإلى يومنا هذا والدم يراق، والحمى تستباح، والتهم تكال جزافًا ..

وإذا كانت الوصفة الطبية الغربية (محاربة الإرهاب) جاهزة عند كل تدخل فهذا هو جواز الدخول مؤخرًا في الصومال، حين حركت قوات أثيوبية وحماية جنود أمريكية لتعمل الفساد في أرض الصومال، ثم تكشف أمريكا عن القناع وتدخل بشكل سافر للصومال لتقتل وتحاصر وتنتقم بشكل عدواني في بلاد المسلمين؟ ولكم الله يا شعب الصومال المسلم .. وأنتم تقتلون وتهجرون وتستباح أرضكم، ويحرق الأخضر واليابس من مواردكم. وسط دهشة وتفرج


(١) (تاريخ الطبري ٤/ ١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>