للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحديث: «الحج المرور ليس له جزاءه إلا الجنة»، قيل: وما بره؟ قال: «إطعام الطعام، وطيب الكلام» (١).

فأنت مدعو أخي الحاج لإطعام الطعام وإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، والكلمة الطيبة تشيع المحبة بين المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للخير، كل ذلك من سمات المسلمين في كل زمان ومكان، ولاسيما في هذه الأزمان والأماكن الفاضلة، وحيث يجتمع المسلمون من كل حدب وصوب.

وأنت مدعو أخي الحاج لحفظ لسانك وسمعك وبصرك، وجميع جوارحك عن الحرام في كل منزل من منازل الحج، ولاسيما في المواطن التي ينبغي الاشتغال فيها بذكر الله كيوم عرفة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان فلان ردف النبي صلى الله عليه وسلم (وفي رواية كان الفضل بن عباس) يوم عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له» (٢).

فهل يقدر المسلمون عامة والحجاج خاصة هذا اليوم حق قدره، فيشتغلوا بذكر الله ودعائه، أم تراهم يجتمعون للأحاديث العابرة، والحكايات النادرة التي تستجيب لها النفوس .. وكان يومًا كسائر الأيام؟ !

والحج وسيلة للكسب الحلال لمن هو محتاج إلى ذلك، قال الله تعالى {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} (٣).


(١) رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن، وابن خزيمة والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وفي رواية لأحمد قال: «إطعام الطعام، وإفشاء السلام، المتجر الرابح / ٢٨٧.
(٢) رواه أحمد إسناد صحيح، وابن خزيمة، المتجر الرابح ص ٣١٣.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>