للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواق الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت هذه الآية.

وروى أبو داود وغيره عن ابن عباس قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج، يقولون: أيام ذكر. فأنزل الله: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} (١).

وبالجملة فالحج معدود في فضائل الأعمال بعد الإيمان والجهاد، ففي الحديث المتفق على صحته «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور» (٢).

حجاج بيت الله الحرام أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته فيما تعملون أو تدعون، وأنصحكم ونفسي بالإخلاص لله في العمل، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «خذه عني مناسككم» وليس يسوغ لك أخي الحاج أن تذهب إلى المشاعر وأنت لا تدري ما تصنع وترى أنه يكفيك أن تذهب مع الناس حيث ذهبوا، وتتحرك معهم حيث تحركوا، بل عليك أن تعرف أحكام الحج، وأركانه وواجباته وسننه، فإن كنت قارئًا فاقرأ مناسك الحج لأصحاب الفضيلة العلماء، وإن كنت لا تستطيع القراءة فاستمع إلى هذه الأحكام مسجلة على أشرطة الكاسيت، وهي منتشرة والحمد لله.

وإن لم يتيسر لك هذا ولا ذاك فاسأل عن الأحكام الهامة وصفة الحج والعمرة قبل السفر، فليس يسوغ لك الجهل في هذا الزمان .. ولا تعذر


(١) تفسير ابن كثير ١/ ٣٤٩.
(٢) رواه البخاري ومسلم، المتحجر الرابح/ ٢٨٤، الفتح ٣/ ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>