وإذا كان الوضع الإنساني المتدهور في (دارفور) لا ينكر، فماذا صنع المسلمون بأثريائهم وعلمائهم وساستهم لإخوانهم المتضررين في السودان؟ وما دور الإعلام الإسلامي في تجلية الحقيقة، والمنافجة عن الحقوق المشروعة؟ وكشف اللعنة؟ إن ثمة تحركات تذكر فتشكر .. لكنها دون المستوى المطلوب فهل تتحرك الأطراف الجامدة .. قبل فوات الأوان، وهل ندرك أن في حماية دارفور حماية للسودان، وحماية السودان فيها حماية للمسلمين في أفريقيا .. بل وللمسلمين في كل مكان، لاسيما وأن من أهداف الغرب إيجاد قواعد له في كل مكان، وهذه القواعد ليست في صالح المسلمين بكل حال.
أما أهل السودان فيقال لهم اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وإياكم أن تتيحوا الفرصة للأجنبي ليتدخل في شئونكم، فهو صاحب سياسة (فرق تسد)، وهو لا يبكي على مآسيكم، ولكنه يتخذ من تناحركم فرصة لضربكم جميعًا وإضعافكم والسيطرة على بلادكم.
أين دور علماء السودان وأين جهود ساسته .. وأين المثقفون الواعون لما يراد لبلادهم أين زعماء القبائل هذا أوان التحرك والإصلاح حتى لا يحل ببلادكم ما حل بغيرها .. ومرة أخرى فلا تنكر الجهود المبذولة .. ولكن الأمر يتطلب أكثر وأكثر وبشكل سريع أما حكومة السودان فرغم ما تبذله من جهود لحل الأزمة، فلا بد من المزيد، ولا بد من إعادة النظر في سياسة العدل وتوزيع الثروة، والتكافئ في الفرص وعدم التهميش .. ولا بد من التنبه للمناطق الأخرى حتى لا تتكرر المأساة في الشرق أو الشمال، كما اشتعلت في الغرب وقبلها الجنوب.