للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصالح اقتصادية للغرب في السودان، فلا بد أن نستحضر الأهداف الاستعمارية، والحرب العقدية، وصراع الحضارات الذي بات صوتًا معلنًا وقويًا في الغرب، وهو يركز بالدرجة الأولى على تدمير الحضارة الإسلامية، وإحياء ما ذيل من الحضارة الغربية.

إنها حرب لا تستهدف السودان وحده .. بل يريدونها مدخلًا للقارة الإفريقية - وليست نخوة غربية إنسانية- ولكنها ظل لتستهل دخول المنظمات والهيئات الغربية لتقوم بدورها في التنصير، أو على الأقل خلخلة عقائد المسلمين؟ وأخيرًا فهي ورقة في الانتخابات الأمريكية (١)؟ والسؤال المهم ما دور المسلمين في هذه الأزمة، وما نوع نصرة المسلمين لإخوانهم في السودان؟ وما هو واجب المسلمين في السودان للمساهمة في حل هذه الأزمة؟

إن مما يؤلم أن يسارع الغرب للتدخل في السودان، بل يهدد ويلوح بالتدخل العسكري، ويصدر من مجلس الأمن قرار فهمه السودانيون- ومن ورائهم المسلمون- أنه قرار حرب وأين ما يقابله من المسلمين في دوائرهم السياسية وهيئاتهم ومنظماتهم العالمية؟

ويؤلم كذلك أن تكون المنظمات والهيئات الغربية أول وأكثر الهيئات تواجهًا في (دارفور) ويعود السؤال مرة أخرى وأين الهيئات والمنظمات الإسلامية؟

وحين تتحرك رابطة العالم الإسلامي أو غيرها وتشكل وفدًا يزور السودان ويتواجد في دارفور .. فذلك جهد مشكور، وذلك وعي بالدور المطلوب .. لكنه ماذا عن بقية هيئات ومنظمات ولجان المسلمين؟

إن تدخل المسلمين وهيئاتهم مطلب لقطع الطريق على الآخرين وللإصلاح بين الإخوة المقتتلين، وهو استجابة ربانية حيث يقال للمسلمين {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}.


(١) ومؤلم أن تصبح قضايا المسلمين هدفًا للمزايدة في الانتخابات الغربية؟

<<  <  ج: ص:  >  >>