أيها المسلمون إن هذا التاريخ العدائي من الغرب للإسلام والمسلمين ليس وليد اليوم والأمس .. بل إنه تاريخ ممتد للصراع، وإذا تجاوزنا القرون الأولى لتاريخ المسلمين، والحروب الصليبية وويلاتها، وجدنا في تاريخ الاستعمار تجديدًا لما اندثر، ووجدنا في أهداف المستعمرين صراحة في الحديث تكشف عن تخوفهم من الإسلام والمسلمين ودونكم هذا النموذج الذي نشرته جريدة الأيام عام ١٩٦٣ م، حيث ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد- بعد استقلال الجزائر- وكان عنوانها: لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر؟
ثم أجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه:
إننا لم نكن نسخر النصف مليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها، أو زيتونها .. إننا كنا نعتبر أنفسنا (سور)(أوربا) الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة (بواتيه) جديدة ينتصرون فيها ويكتسحون أوربا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين، بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة .. من أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر (انظر: خلال العالم قادة الغرب يقولون: (دمروا الإسلام أيدوا أهله/ ٤٢، ٤٣).
عباد الله .. وإذا كان الغرب متخوفًا من المسلمين بشكل عام، فهو يبدي تخوفه من المسلمين في القارة الإفريقية (السوداء) ويقول أحد مفكريهم: «إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر في القارة الأفريقية»(السابق/ ٤٢).
معاشر المسلمين إننا حين ينصر هجمة الغرب اليوم على بلاد المسلمين، لا بد أن نقرأ التاريخ، ونعلم الأهداف، ونكشف الزيف الذي تنسج خيوطه في دهاليز الساسة وحين نعود إلى (دارفور) ومهما قيل عن أهداف استراتيجية