للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنها تأبى على الذوبان والتأثر، وكلما كانت الأمة قوية كلما كانت كذلك، وأمامنا في التاريخ تجربتان حريتان بالتأمل والدراسة، كانت الأولى في زمن النبوة والخلافة الراشدة، حيث حفر الخندق، ودونت الدواوين، وبقيت الأمة محافظة على سمتها متميزة في منهجها، مستفيدة من تجارب غيرها.

ثم كانت التجربة الثانية في زمن المأمون العباسي حيث حركة الترجمة ونقل علوم الآخرين .. وحين لم تكن الأمة على مستوى التحدي ولكن التجربة هذه المرة أصابت الأمة بلوثات فكرية وانحرافات سلوكية حيث بزغ فجر الكلام، ونجم التشيع والاعتزال، واتسع نطاق أهل الأهواء، ونشأ للناس-كما يقول الذهبي- علم جديد فرد مهلك لا يلائم علم النبوة ولا يوافق توحيد المؤمنين، وكانت الأمة في عافية منه .. وامتحن الناس على دينهم (١).


(١) (تذكرة الحفاظ ١/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>