للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأبيات:

ولا خير في عيش امرئ لم يكن له ... من الله في دار القرار نصبب

فإن تعجب الدنيا أناسًا فإنها ... متاع قليل والزوال قريب (١)

إخوة الإسلام لا غرابة أن يحب الخلق من يخاف الله، فمن خاف الله أخاف منه كل شيء، ومن شغل بالله انشغل الخلق بأمره، ومن أحب الله أحبه الخلق. يقول عمر بن عبد العزيز والفضيل بن عياض رحمهما الله: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء (٢).

وقال: يحيى بن معاذ الرازي- يرحمه الله-: على قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلت بأمر الله شغل في أمرك الخلق (٣) وتلك وربي من ثمار الخوف في الدنيا.

ولكل شيء حقيقة، ولكل عمل علامة يستدل بها عليه، وقد قال ذو النون: ثلاث من أعلام الخوف: الورع عن الشبهات بملاحظة الوعيد، وحفظ اللسان مراقبةً للعظيم، ودوام الكمد إشفاقًا من غضب الحكيم (٤) فالخوف شعور قلبي بعظمة الخالق في الباطن، ينشأ عنه سلوك حسن في الظاهر، إذ ليس يكفي مجرد الخوف الظاهري، فقد ينخدع الناس ببكاء شخص في الظاهر، ويشهد الله على فساد طويته في الباطن .. ولهذا لم يكتف العلماء بمجرد بكاء العينين دليلاً على


(١) ثلاث شعب من شعب الإيمان للبيهقي ١/ ٢٦٨، وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٣٨.
(٢) ثلاث شعب من شعب الإيمان ١/ ٢٦٤، ورجال الإسناد ثقات.
(٣) الحلية لأبي نعيم ٨/ ١٠، ابن الجوزي: صفة الصفوة ٤/ ٩٥، البيهقي شعب الإيمان ١٣/ ٦٦.
(٤) الحلية ٩/ ٣٦١، شعب البيهقي ١/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>