للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرشدنا إلى فضل العبادة في الفتن حيث يقول: «العبادة في الهرج كهجرة إلي» إن الاشتغال بالعبادة فوق ما فيه من تحصيل الأجر والمغنم، فهو صارف عن الاشتغال بالقيل والقال وإضاعة الأوقات تلك التي تزيد من الفتن وتوسع دائرتها.

وقد قيل: «في الفتنة يتبين من يعبد الله ممن يعبد الشيطان» (١).

أخوة الإيمان: ومع الدعوة والعبادة والإكثار منها والانشغال بها، فكلنا ندعو للتوبة والاستغفار والتوبة ليست محرجًا من الأزمات والفتن فحسب، بل وطريق للسعادة والفلاح: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: ٣١]. {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} [سورة التوبة: ١٢٦]. وعند هذه الآية ساق ابن كثير الحديث عن أنس: «لا يزداد الأمر إلا شدة، لا يزداد إلا شحًا، وما من عام إلا والذي بعده شر منه، سمعه من نبيكم صلى الله عليه وسلم» (٢).

وقال السعدي: وفي هذه الآيات دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، وإنه ينبغي للمؤمن أن يتفقد إيمانه ويتعاهده فيجدده وينميه ليكون دائمًا في صعود (٣).

كيف نسهم في دفع الفتن؟

إذا كانت آثار الفتن تعم ولا تخص {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة الأنفال: ٢٥].

فدفع الفتن مسئوليتنا جميعًا، ويمكن أن نسهم في دفعها بالوسائل التالية:


(١) (السنن الواردة في الفتن وغوائلها ١/ ٢٣٥ عن نضرة النعيم ١١/ ٥٢١٧).
(٢) (تفسير ابن كثير ٣/ ١٧٦)، والحديث عند ابن ماجة في الفتن.
(٣) (تفسير كلام المنان ٣/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>