٢ - التعلق بالدنيا واعتيازها كل شيء فلها يحب ولا يبغض من أجلها ينافح .. فصاحبها لا يهمه ما حل أو حرم .. أو أبيح أو نهى عنه، بل الحلال ما وقع بيده .. إنها أنانية تجعل المرء لا يفكر إلا بنفسه ولا يستشعر مشاعر الآخرين أو يقدر أحاسيسهم، ولذا فهو تظلمه ومسيء اللهو.
٣ - ومن أسباب الشدة والجفاء ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، والتحسر على كل فائت والحرص على كل محبوب للنفس وإن كان فيه حتفها أو كان سببًا لهلاكها.
الحرص والمسابقة والعزيمة ينبغي أن تكون لأعمال الآخرة .. والسماحة والسهولة والقناعة والزهد ينبغي أن تكون للدنيا .. هكذا علمنا ديننا وأرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
يا عبد الله روض نفسك على السماحة وطيب المعشر مع الآخرين، دون أن يكون ذلك على حساب الدين، فالسماحة والبشر، وأنصاف الناس شيء، والمداهنة في الدين شيء آخر.
يا مسلم تخلق بأخلاق الكرام، وخذ بنفسك إلى جميل المروءات، واصبر على ما أصابك فإن ذلك من عزم الأمور، ومهما كان فينا من نوازع الشر وهينات الأخلاق، فلا بد من الحديث مع النفس وترويضها على جميل الأخلاق.
أذكر نفسي وإياكم بآثار الأخلاق الفاضلة في الدنيا والآخرة.
أن صاحب الخلق محبوب مرموق عند الناس، وهو عند الله يوم القيامة بمكان يبلغ درجة الصائم القائم الذي لا يفتر.
أيها المسلمون بالأخلاق الفاضلة تدعوا الآخرين للإسلام، وبالسماحة واليسر تظهر الجانب المشرق من أخلاقنا وقيمنا ومكنوز حضارتنا.