للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعزة بالإسلام ظاهرًا وباطنًا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (١).

أيها المسلمون، ويدرك العقلاء أن الإيمان هو رأس مال العبد ما هذه الحياة، وهو التجارة التي يفد بها على الله بعد الممات، وخسارة الإيمان لا تعدلها خسارة، ولا تقبل فيها الفدية ولو كانت ملء الأرض ذهبًا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} (٢).

وقال تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣). وما أتعسها من حالةٍ حين يهيم الإنسان على وجهه في هذه الحياة حيران قلقًا بعيدًا عن نور الإيمان، وتتردى حالته بعد فلا ينقضي النكد، ولا يُخفف العذاب {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} (٤).

أيها المؤمنون، إذا علمتم قدر الإيمان وحقيقته، وكان الاعتقاد سليمًا والعملُ صائبًا، كما جرى بيان ذلك في الخطبة الماضية فأنتم محتاجون لتكميل ذلك إلى معرفة نواقض الإيمان، وهادمات الإسلام.

ولقد اعتنى العلماء قديمًا وحديثًا بنواقض الإيمان وأوسعوها بحثًا وتفصيلاً، دعوةً للحق ونصحًا للخلْق.


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٩١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٥.
(٤) سورة فاطر، الآية: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>