للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أحرى المسلم أن يتنبه لهذه النواقض فيعلمها ويحذرها، ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها.

وأحصى الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، يرحمه الله، أصولاً عشرة اعتبرها نواقض للإسلام، حذر الأمة منها ودعا إلى العلم بها فقال يرحمه الله (١):

اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض:

الأول: الشرك في عبادة الله، قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} (٢)، {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (٣). ومنه الذبح لغير الله، كمن ذبح للجن أو للقبر.

الثاني: (من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم، ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم، كفر إجماعًا).

وهذا الناقض من أكثر النواقض وقوعًا وأعظمها خطرًا، وذلك لأن كثيرًا من المنتسبين للإسلام- وهم لا يعرفونه حقيقة- جعلوا بينهم وبين الرب وسائط، يدعونهم لكشف الملمات، وإغاثة اللهفات، وتفريج الكربات، وهذا كفر، وإن زعم أصحابه أنهم لا يسألون الله مباشرة تعظيمًا منهم لله- بزعمهم - بل يحتاجون إلى وسائط، والله تعالى ينكر عليهم صنيعهم ويقول: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً} (٤).


(١) انظر الدرر السنية ٨/ ٨٩، ٩٠، مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب ٥/ ٢١٢، الولاء والبراء/ ٧٥، التبيان للعلوان.
(٢) سورة النساء، الآية: ٤٨.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٧٢.
(٤) سورة الإسراء، الآية: ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>