للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل موته بثلاث: «لا يموتن أحدكم إلا وهو حسن الظن بالله عز وجل» (١).

وحين دخل واثلة بن الأسقع رضي الله عنه على يزيد بن الأسود وقد نزل به مرض ذهب عقله منه، ووجه نحو القبلة، فلما سمع يزيد باسم واثلة الصحابي بقي له من عقله ما يطلب به كف واثلة فأخذها ووضعها على صدره مرة وعلى وجهه أخرى وعلى فيه ثالثة- وذلك لموضع يد واثلة من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له واثلة: ألا تخبرني عن شيء أسألك عنه، كيف ظنك بالله؟ قال: اعترتني ذنوب لي أشفيت على هلكة، ولكن أرجو رحمة الله، فكبر واثلة وكبّر أهل البيت بتكبيره، وقال: الله أكبر سمعت رسوله الله صلى الله عليه وسلم يقوله: «يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء» (٢).

فاحرصوا معاشر المسلمين على حسن الظن بربكم مع حسن العمل، واحرصوا على ذلك في وقت شدتكم، وذكِّروا موتاكم في حال نزعهم بضرورة حسن الظن والرجاء بالله، وتأملوا حال السلف من قبلكم، وهذا المعتمر بن سليمان يقول: قال لي أبي حين حضرته الوفاة: يا معتمر حدثني بالرخص لعلي ألقى الله وأنا حسن الظن به (٣).


(١) رواه مسلم وغيره ٤/ ٢٢٠٥.
(٢) حديث حسن أخرجه أحمد ٣/ ٤٩١، وابن المارك والحاكم وصححه ووافقه الذهب وغيرهم، شعب البيهقي ١/ ٢٨٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ٦/ ١٩٩، شعب البيهقي ١/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>