للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجتهدًا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطاياه كائنًا ما كان، سواء في المسائل النظرية أو العملية، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام) (١).

ولقد كان الإمام أحمد- كما نقل الشيخ- يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته، ولكن ما كان يكفر أعيانهم ... وكذلك نقل ابن تيمية عن الإمام الشافعي، رحمه الله (٢).

ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ومسالة تكفير العين مسالة معروفة، إذا قال قولاً يكون القول به كفرًا، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، ولكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها) (٣).

إخوة الإيمان، وحين أحذر من هذا المسلك الخطر فإنني أفكر بل أخوف بالقرآن، وبحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (٤).

ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك» (٥).


(١) الفتاوى ٢٣/ ٣٢٦.
(٢) الفتاوى ٢٣/ ٣٤٨، ٣٤٩ باختصار.
(٣) الدرر السنية ٨/ ٢٤٤، نواقض الإيمان: العبد اللطيف/ ٥٣.
(٤) سورة النساء، الآية: ٩٤.
(٥) أخرجه البخاري ومسلم ح ٦٠٤٥، ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>