للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن مفهوم الشهادتين تستلزمان المحبة والاستسلام، والطاعة والانقياد، وانشراح الصدر، وسرور القلب بأحكام الإسلام، أما الذين تضيق صدورهم بشيء من تكاليف الإسلام، أو يجدون كرهًا لبعض ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، فما أولئك بمؤمنين، إنها أنفسن شريرة، وقلوبٌ مريضةٌ، وأمزجةٌ فاسدة، تلك التي ترغب عن الهدى، وتقع في شرك الردى .. تكره هدى الله، وإن لم تعلنه صراحةً، وتبغض أو تستثقل هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم تجزؤ على التصريح به .. إنها نماذج تتكرر في كل زمان ومكان، تحس منها بالنفرة والكراهية لهذا الدين، وما يتصل به، حتى إنها لتفزع من مجرد ذكره .. بل وتتجنب أن يجيء ذكره أو الإشارة إليه فيما تسمع حولها من حديث (١). وصدق الله {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (٢).

أما من فتح الله بصائرهم للهدى فيدركون أن هدى الله هو الهدى، كما يدرك الذين استقامت فطرهم أن في تشريعات الإسلام كلها تحقيق الخير للفرد والمجتمع. وإذا أثار الموتورون غبارًا مشينًا عن قسوة بعض أحكام الإسلام في العقوبات والقصاص بزعمهم- كقتل القاتل، ورجم الزاني المحصن، وقطع يد السارق، وجَلد الشارب .. أو نحوها- جاء رد القرآن جاء مختصرًا شافيًا {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٣). وأكد الواقع الذي تنفذ فيه حدود الله نموذج الأمن والاستقرار.


(١) الظلال ٦/ ٩.
(٢) سورة الزمر، الآية: ٤٥.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>