للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - العلم أولاً، فلابد من العلم فيما يؤمر به أو ينهى عنه خشية أن يأمر بمنكر وهو يظنه معروفًا، أو ينهى عن معروف وهو يظنه منكرًا، وهنا يغلط صنفان من الناس: صنف يعلم ويسكت خوفًا أو مجاملةً أو لأي غرض من أغراض الدنيا، وصنف يأمر وينهى ولكن دون علم، وبسبب ذلك تقع المصائب والفتن والشرور.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، يرحمه الله: (وإذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان فقد يذنب الرجل أو الطائفة ويسكت آخرون عن الأمر والنهي فيكون ذلك من ذنوبهم، وينكر عليهم آخرون إنكارًا منهيًا عنه فيكون ذلك من ذنوبهم، فيحصل التفرق والاختلاف والشرور، وهذا من أعظم الفتن والشرور قديمًا وحديثًا .. ومن تدبر الفتن الواقعة رأى سببها ذلك، ورأى أن ما وقع بين أمراء الأمة وعلمائها ومن دخل في ذلك من ملوكها ومشايخها ومن تبعهم من العامة من الفتن، هذا أصلها) (١).

٢ - الإخلاص في النصح والصدق في النقد، وذلك بأن يشعر بالأسى وهو يرى أخاه المسلم واقعًا في المعاصي فلا يهدأ له بال حتى يقوم بنصحه شفقة عليه، وتتمالكه الرأفة والرحمة وتدعوه روابط الأخوة إلى انتشال أخيه من وحشة الذنب، ويظهر على محياه الصدق، وعلى كلماته نور الإخلاص حتى يستشعرها صاحبه، فلا يملك إلا أن يستجيب له .. ويقدر له نصحه.

أما إذا كان النقد لأغراض شخصية، أو ثأرًا لعداوةٍ قديمة، أو دافعه الحسد والبغضاء، أو التنازع على مكانة أو رئاسة أو لإظهار الشماتة أو التحقير أو الفرح بالخطأ يقع من أجل إظهار الفضيحة والتشهير، فذلك أبعد ما يكون عن الإخلاص والصادق، والأعمال بالنوايا، ولكل امرئ ما نوى ..


(١) الفتا وى ٢٨/ ١٤٢، ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>